السلام عليكم ورحمة الله، وتبوأتم من الجنة مسكنًا، وجزاكم الله خيرًا عنا، ونفع بكم، وتقبل صالح أعمالكم.
أما بعد؛ فإني شريك مع شخص في مطعم حلال إن شاء الله، لكن الشخص لا يسمح لبعض الموظفين بالصلاة يوم الجمعة، فهم لا يَسألون ذلك، وبعضهم لا يصلي أصلًا، فما العمل؟ وهل هذا الرزق حلال إذا كان الموظفون مسلمين لا يصلون ولا يعطيهم إجازة صلاة الجمعة، رغم أني أنصحه؟ أفتوني مأجورين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [الحج: 41]، فهم يقيمون الصلاة في أنفسهم، ويعينون غيرهم على إقامتها ويأمرونهم بذلك، وقال صلى الله عليه وسلم : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»(1). فالرجل الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، وسيسأله الله جل وعلا عن رعيته حفظ أم ضيع.
فينبغي لمن بوَّأه الله مكانة في قطاع من القطاعات، ومكَّن له في عمل من الأعمال، أن يأمر غيره من المسلمين بإقام الصلاة وأن يهيِّئ له الأسباب التي تعينه على ذلك، وإذا كانت طبيعة الأعمال لا تسمح بأن يفارقها جميع العاملين في لحظة واحدة فيمكن توزيع الأدوار بينهم، وجعل الذهاب إلى المسجد مناوبة.
أما أداؤها في مقرِّ العمل فينبغي أن يكون مُحْكمًا من المحكمات، لا ينازع في ذلك رجل يؤمن بالله واليوم الآخر! ولا ينبغي له أن يستخدم رجلًا لا يقيم الصلاة، فمن ضيع أمانة الدين فهو لأمانة الدنيا أضيع! زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «المرأة راعية في بيت زوجها» حديث (5200)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم» حديث (1829) من حديث ابن عمر رضي الله عنه .