بعد الانتهاء من الجماعة الأولى لصلاة الظهر بمصلى العمل (المكان المخصص للصلاة في مقرِّ عملنا حيث نعمل في الرياض بالسعودية)، نشأت جماعة ثانية، ودخل أحدُ زملائي هذه الجماعة أثناء سجود الإمام في الركعة الأولى، وحدث أن الإمام سها في الصلاة وصلى خمس ركعات بدلًا من أربع، ولم يقم أحدٌ من المصلين بتنبيه الإمام أنه قد سها، وقام زميلي هذا بمتابعة الإمام في الركعة الخامسة الزائدة مع علمه أن الإمام سها وزاد ركعةً، وذلك باعتبار أنها الركعة الرابعة بالنسبة له (أي لزميلي)، فلما سلم الإمام وانتهت الصلاة، قام زميلي بتنبيهه أنه قد زاد ركعةً في الصلاة، فسجد الإمام للسهو وتابعه الجميع ومنهم زميلي ثم سلموا تسليمتين.
والسؤال: هل ما فعله زميلي بمتابعته للإمام على خطئه مع علمه بذلك على اعتبار أن الركعة الزائدة بالنسبة للإمام ليست زائدة بالنسبة له، هل هذا صحيح؟ وإذا لم يكن ما فعله صحيحًا فما كان الواجب عليه أن يفعله؟ وما حُكم صلاته في هذه الحالة وهل يجب عليه إعادتُها؟ وجزاكم الله خيرَ الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الجمهورَ على أن الإمام لا يُتابَع على الخطأ المستيْقَن. فما كان ينبغي لزميلك أن يتابع الإمام، بل كان ينبغي أن يجلس حتى يفرُغ الإمام مما توهَّمه ركعةً صحيحة، ثم يسلم منها، فإذا سلم لم يسلم معه، وقام إلى ركعتِه الرابعة.
وأيًّا كان الأمر فقد مضت هذه الصلاة، فإن حكمَ الخطاب لا يثبُت في حق المكلَّف إلا إذا بلغَه، وينتبه إلى ذلك في المستقبل. والله تعالى أعلى وأعلم.