الله يرضى عنك يا دكتور صلاح، هل يجوز للإمام أن يقول للناس في خطبة الجمعة: صلوا على النبي. بصورة متكررة في الخطبة؟ وما حكم الذي يتكلَّم في الخطبة مع الآخرين، هل تبطل جمعته أم ماذا؟ غفر الله لنا ولكم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:

فإن المسلمَ مأمورٌ حالةَ خطبة الجمعة بالاستماع والإنصات والسكوت عن الكلام، كما أنه مأمورٌ بالسكون والهدوء وعدم الحركة والعبث، فيَحْرم عليه أن يتكلَّم والإمام يخطب، ويحرم عليه كذلك أن يتحرَّك أو يعبث أو يمسح الحصى ويُخطِّط في الأرض أو ما أشبه ذلك(1).

وفي الباب حديث: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْـجُمُعَةِ: أَنْصِتْ. وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ»(2). ومعنى لغا: أنه ارتكب خطأً يُبطل ثوابه، وليس معناه أنه تبطل صلاته، وأنه يُؤمر بالإعادة، وإنما معناه أنه لا ثواب له في تلك الصَّلاة.

ولا ينبغي للإمام أن يُكثر مِن قول: «صلُّوا على النبي». أو «اذكروا الله». ونحو ذلك مما يستدعي ارتفاعَ أصوات المأمومين؛ فإن الخطبة تختلف عن الدروس والمحاضرات. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الجمعة» باب «فضل من استمع وأنصت في الخطبة» حديث (857) من حديث أبي هريرة t، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْـجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْـجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْـحَصَى فَقَدْ لَغَا».

(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب» حديث (934)، ومسلم في كتاب «الجمعة» باب «في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة» حديث (851)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .