قضاء النوافل الفائتة

هل تُقضى النوافلُ الفائتة مطلقًا أم هناك شروط لذلك؟ جزاكم الله خيرًا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن هذه القضية موضعُ نظر بين أهل العلم: فعند الحنفية لا تُقضَى السنن الراتبة الفائتة إلا سنَّة الفجر، أما الشافعية فعلى الصحيح من مذهبهم: يُستحب قضاءُ جميع النوافل الراتبة.
والذي يظهر هو القول باستحباب قضاءِ السنن الرواتب إذا فاتت على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهو مذهب الشافعية والمشهور عند الحنابلة، خلافًا للحنفية والمالكية، لحديث أم سلمة ل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ركعتين بعد العصر، فسُئل عنها فقال: «يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَإِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُمَا هَاتَانِ».
ولما رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن صلاة الفجرِ ولم يستيقظ إلَّا بعد طلوع الشمس صلَّى سنة الفجر أولًا، ثم صلى بعدها الفجر.
يقول الإمام النووي: الصحيحُ عندنا استحبابُ قضاء النوافل الراتبة، وبه قال محمد والمزني وأحمد في رواية عنه، وقال أبو حنيفة ومالك وأبو يوسف في أشهر الرواية عنهما: لا يقضي، دليلنا هذه الأحاديث الصحيحة. انتهى.
ويقول المرداوي الحنبلي: قوله: «ومن فاته شيء من هذه السنن سُنَّ له قضاؤها» هذا المذهب والمشهور عند الأصحاب. ونصره المجدُ في «شرحه»، واختاره الشيخ تقيُّ الدين- يعني ابن تيمية. انتهى باختصار.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: قضاءُ السنة الراتبة سُنَّةٌ إذا فاتت، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن صلاة الفجر ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس صلى سُنَّة الفجر أولًا، ثم صلى بعدها الفجر. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend