– هل صلاة الرَّجُل وهو عاري الكتفين مقبولةٌ أم غير مقبولة؟ وما هو الحكم بالتَّحْديد؟
2- وهل عورة الرَّجُل في غير الصَّلاة كما هي في الصَّلاة من السرة إلى الركبة؟ يعني هل ممكن في أثناء ممارسة الرياضة أن أرتدي ما هو فوق الركبة؟ فإنني أجد الكثير من الرِّجال متساهلًا في خلع الملابس الخارجية قبل اللعب في غرف خلع الملابس أمام بعضهم البعض، وكذلك على شاطئ البحر يتساهل البعض في عدم لبس شورت يستر الفخذ ويحتجُّون بالموقف الذي دخل فيه عثمان بن عفان 
على الرَّسول 
فاعتدل وستر فخذيه، وكان حاضرًا الصِّدِّيق والفاروق (1).
3- أخيرًا: قد ينحسر الثوب وينكشف الظَّهر في أثناء السُّجود في الصَّلاة في مستوى منخفض عن السرة من القُبُل ويعلو الألية من الخلف، فهل هذه تُعتبر عورة؟ برجاء الإفادة وجزاكم اللهُ خيرًا.
________________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «فضائل الصحابة» باب «من فضائل عثمان بن عفان » حديث (2401) من حديث عائشة ل قالت: كان رسول الله مضطجعًا في بيتي كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك، فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوَّى ثيابه- قال محمد ولا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْـمَلَائِكَةُ».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن عورةَ الرَّجُل في الصَّلاة وفي غيرها من السرة إلى الركبة، ولا ينبغي التساهل في ذلك فإنه أحوط وأبرأ، وفي الباب جملة من الأحاديث وإن كان لا يخلو كلٌّ منها عن مقالٍ في سنده من عدم اتِّصاله أو ضعف في بعض الرواة، لكنها يشد بعضها بعضًا، فينهض مجموعها للاحتجاج به على المطلوب.
وإذا انحسر الثوب في أثناء السُّجود فانكشف شيءٌ من العورة فينبغي أن يُبادر إلى تغطيته على الفور، وأن يحتاط لذلك في المستقبل.
وصلاة الرَّجُل وهو عاري الكتفين صلاة صحيحة مع الكراهة؛ لما ورد من النَّهْي عن أن يُصلِّي الرَّجُل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء(1)، ونسأل اللهَ لنا ولك التَّوفيق. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الصلاة» باب «إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه» حديث (359)، ومسلم في كتاب «الصلاة» باب «الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه» حديث (516)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
