وضع خطوط في المسجد لتسوية الصفوف

وضع خطوط في المسجد لتسوية الصفوف

السؤال:

شيخي الفاضل اسأل عن حكم وضع خطوط في المسجد لتسوية الصفوف؟

وجزاكم الله خيرًا وأحسَنَ إليكم في الدنيا والآخرة.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فإن كان في القبلة انحرافٌ لا يُضبط إلا من خلال الخطِّ فلا بأس بذلك؛ لأن استقبالَ القبلة واجبٌ،

وما لا يتم الواجبُ إلا به فهو واجبٌ.

أما إذا كان لمجرد الإعانة على ضبط انتظام الصفوف واستوائهافهذا هو موضع النظر بين أهل العلم من المعاصرين:

فقد منعه الشيخُ الألباني رحمه الله ورآه من المحدثات؛ لأنه يعطل أمر الإمام بتسوية الصفوف،

ويعطل تعليم الناس كيف يسوون الصفوف.

وأجازته اللجنة الدائمة للإفتاء ببلاد الحرمين والشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما يتضمنه من الإعانة على تحقيق مقصود

شرعي وهو استواء الصفوف، ولكونه من المحدثات الدنيوية التي لا تتعلق بمثلها البدعُ كمكَبِّر الصوت ونحوه،

فقال رحمه الله: «فالبدعة الشرعية هي أن يتعبَّد الإنسانُ لله تعالى بغير ما شَرَع، يعني الذي يسمى بدعةً شرعًا،

وأما البدعة في الدنيا فإنها وإن سميت بدعةً حسب اللغة العربية فإنها ليست بدعةً دينيةً، بمعنى أنه لا يُحكم عليها بالتحريم

ولا بالتحليل ولا بالوجوب ولا بالاستحباب إلا إذا اقتضت الأدلة الشرعية ذلك.

وعلى هذا فما أحدثه الناس اليوم من الأشياء المقربة إلى تحقيق العبادة لا نقول إنها بدعة وإن كانت ليست موجودةً،

من ذلك مكبِّر الصوت. مكبر الصوت ليس موجودًا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكنه حدث أخيرًا إلا أن فيه

مصلحةً دينيةً يبلغ للناس صلاة الإمام وقراءة الإمام والخطبة، وكذلك في اجتماعات المحاضرات فهو من هذه الناحية خيرٌ

ومصلحة للعباد، فيكون خيرًا، ويكون شراؤه للمسجد لهذا الغرض من الأمور المشروعة التي يثاب عليها فاعلها.

ومن ذلك ما حدث أخيرًا في مساجدنا من الفرش التي فيها خطوط من أجل إقامةِ الصفوف وتسويتها،

فإن هذا وإن كان حادثًا ولكنه وسيلةٌ لأمرٍ مشروع، فيكون جائزًا أو مشروعًا لغيره، ولا يخفى على الناس ما كان الأئمة الحريصون

على تسوية الصفوف يعانونه قبل هذه الخطوط، فكانوا يعانون مشاكل إذا تقدم أحد ثم قالوا له تأخر. تأخرَ أكثر ثم قالوا له تقدم.

تقدم أكثر يحصل تعب. الآن والحمد لله يقول الإمام: سووا صفوفكم على الخطوط، توسطوا منها، فيحصل انضباطٌ تامٌّ في

إقامةالصف.

هذا بدعة من حيث العمل والإيجاد، لكنه ليس بدعة من حيث الشرع؛ لأنه وسيلةٌ لأمرٍ مطلوبٍ شرعًا».

والأقرب في النظر هو جوازه، ومثل هذه المسائل الاجتهادية لا ينبغي أن ينكر فيها على المخالف؛ إذ الأمر في مثل ذلك واسع.

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الصلاة الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

تاريخ النشر : 16 ديسمبر, 2021
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend