هل تجوز صلاة القيام بعد الوتر أم نؤخرها؟
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فمن غلب على ظنِّه أنه سيقوم للصلاة في آخر الليل فيُندب له تأخيرُ صلاة الوتر حتى يجعلها آخرَ صلاته من الليل.
أما من غلب على ظنِّه أنه لن يتمكن من القيام بسبب إجهاده أو نحو ذلك فيوتر قبل أن ينام، ولا حرج إن بعثه الله من الليل وكان قد أوتر أن يصلي ما شاء الله له أن يصلي ولا يوتر بعد صلاته؛ لأنه «لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
___________
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «في نقض الوتر» حديث (1439)، والترمذي في كتاب «الصلاة» باب «ما جاء لا وتران في ليلة» حديث (470) من حديث طلق بن علي ، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، واختلف أهل العلم في الذي يُوتر من أول الليل ثم يقوم من آخره، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ ومن بعدهم نقضَ الوتر، وقالوا: يضيف إليها ركعةً ويصلي ما بدا له ثم يوتر في آخر صلاته؛ لأنه لا وتران في ليلة، وهو الذي ذهب إليه إسحاق، وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم: إذا أوتر من أول الليل ثم نام ثم قام من آخر الليل فإنه يصلي ما بدا له ولا ينقض وتره ويدع وتره على ما كان، وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك والشافعي وأهل الكوفة وأحمد، وهذا أصح لأنه قد روي من غير وجه أن النبي ﷺ قد صلى بعد الوتر».