صلاة الفجر على متن الطائرة لمن رأى ظلامًا في الأفق ثم أعقبه شروق

غادرنا دبي على الطائرة في الساعة التاسعة صباحًا متجهًا إلى القُطب الشمالي، وبعد بضع ساعات دخلنا في ظلام. هذا الظلام هو طلوع الفجر للدول الشمالية، وبعد وصول القارة الأمريكية خرجنا من الظلام، وهو في حق سكان القارة الأمريكية طلوع الفجر. فكرت في حكم الصلاة في مثل هذه الرحلة.
– هل نعتبر مجرَّد تجاوز الظلام في المرة الأولى سببًا لدخول الصلاة؟ وإن كذلك فأي صلاة إذن؟ صلاة المغرب؟ هذا الظلام ليس غروبًا بل طلوعًا. فهل نعتبره فجرًا حيث هو طلوع للفجر في حق من على سطح الأرض؟ وماذا عن الخروج من الظلام؟ هل يفرض على من على متن الطائرة أن يصلي الفجرَ مرةً أخرى لوجود السبب الشرعي لفرض الصلاة؟ وإن قلنا بذلك فكيف نفرض على مكلف ما صلاة الفجر في اليوم مرتين؟
بعد هذا كله هل نعرض عن هذا ونقول بأن الدخول في الظلام والخروج منه أمر عارض لا يؤثر على يوميات المكلف من حيث الصلاة ووجوبها، ونعتبر وقت المضي في الظلام مثل وقت ما يُغمى على مكلف من بعد الفجر ثم أفاق قبل الظهر؟
ما سبق هو مجرد خواطر وتساؤلات ودِدت أن أعرضها على زملائي المشايخ كي أستفيد منكم؛ إن وقف أحدكم على شيء يتعلق بالموضوع.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كنت على يقين أن الظلامَ الذي رأيته أولًا هو ظلامُ طلوع الفجر، أي أنك لم تُدرك ظلامَ الليل، بل أدركت طلوعَ الفجر، ثم تبَيَّن بعده الضوءُ وانتشر فقد طلع الفجر- فتلزمك صلاته.
فإن دخل مرةً أخرى بعد سُوَيْعات قليلة فلا تلزمك إعادتُه؛ لأنه لا يُصلَّى الفجر في اليوم الواحد مرتين، بل تصلي ما تلاه من أوقات كالظهر والعصر إذا حانت مواقيتها، وفق التوقيت المحلي للموقع الذي تكون فيه. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 15 يوليو, 2024
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend