أنا أعمل في ورشة ليلًا من 12 إلى 7 صباحًا، وكنت أحافظ على صلاة الفجر، لكن «الباص» حقي منعني وقال بأن من سبقني كانوا يصلون ويتركون العمل. حاولت معه وقلت له: لن أنقص قطعة واحدة، وسأؤدي عملي على أكمل وجه، فقال لي: لا. إن صليت في وقت العمل سأطردك من الشغل.
حاولت معه أن يعطيني وقت الراحة الأخير في وقت الصلاة أيضًا ورفض، فهل يرخص لي أن أصلي الفجر عند العودة للبيت، يعني بعد شروق الشمس؟ بارك الله فيك شيخي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مديرك الذي يمنعك من الصلاة الله حسيبه، تذكرتُ وأنا أقرأ رسالتك قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ [العلق: 9- 14].
طبعًا لا يسعك ترك الصلاة، والعمل الذي يعوقك عن الصلاة لا خير فيه، وينبغي أن يكون بقاؤك فيه بقاءً اضطراريًّا، وأن تجتهد في البحث عن بديل مناسب، وستجد إن شاء الله، فقد قال ربك جل وعلا: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ [العنكبوت: 56]، فأرض الله واسعة لم تضق بعباده، ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً﴾ [النساء: 100].
وفي هذه الفترة الانتقالية نقول لك: أدِّ الصلاة على الحالة التي تقدِر عليها، فإن لم تستطع أداءها قائمًا فأدِّها قاعدًا. وسَلِ الله أن يجعل لك فرجًا ومخرجًا، وهو أكرم من سُئل وأرأف من ملك. والله تعالى أعلى وأعلم.