قبل كل شيء، فإني أشهد الله أني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب في جنته ودار كرامته، وأريد قبل أن أرسلَ سؤالي أن أتوجه بخالص شكري وامتناني وتقديري لمشايخنا وعلمائنا الأفاضل في المجمع بصفةٍ عامَّةٍ ولفضيلة الدكتور صلاح الصاوي بصفة خاصة على ما تفضل وتكرَّم به من الإجابة على سؤالي، فكم كانت سعادتي غامرةً حين وجدتُ الإجابة على سؤالي، كما أشكر لكم جميعًا اهتمامكم بي وبأمثالي، واقتطاع جزء من وقتكم الثمين للرد على أسئلة المستفتين، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن يؤمنكم يوم الفزع الأكبر، وأن يظلكم في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله، وأن يحشرني وإياكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم آمين.
وبعد: فكنت أود أن أسأل عمَّن أخذ بقول الجمهور وصام مع بلد تشترك مع بلده في جزء من الليل، وخالف بلده، ثم في نهاية الشهر أفطر مع هذا البلد، وكان ذلك قبل فطر بلده، فكيف يصلِّي العيد؟ مع ذكر الدليل وكلام أهل العلم. وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إلى الحبيب المبارك زاده الله حرصًا وتوفيقًا وسدادًا، أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه، وجمعنا وإياكم في هذه الدنيا على محبته ويوم القيامة في دار كرامته، اللهم آمين.
بالنسبة لسؤالك أيها الحبيب فإننا ننصح أحبابنا دائمًا أن يصوموا مع جماعة الناس في بلدهم، وأن يفطروا معهم، وإن خالف ذلك اختيارهم الفقهي في هذه المسألة، لقوله صلى الله عليه وسلم : «صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ»(1).
وعلى كل حال من خالف ذلك اجتهادًا منه فإنه يصلي العيد مع جماعة الناس؛ لأنه إذا كان قد فاته أن يصوم معهم فلا ينبغي أن يفوته أن يصلي معهم، وأن ما تكرهون في الطاعة والجماعة خير مما تحبون في الفرقة والمعصية، ونؤكد على ضرورة أن يكون صومُه وفطره مستقبلًا مع جماعة المسلمين في بلده. ونسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه الترمذي (697). وقال: حسن غريب. والنووي في المجموع (6/283): إسناده حسن.