تناقشنا أنا وصديقي عن موضوع الدعوة إلى الله، فقال: إنه يتمنَّى أن تفوزَ مصرُ وتتأهَّل إلى كأس العالم كي نُسجِّل هدفًا ونسجد شكرًا لله. فقلت له: إنه لو سجدنا طول العمر لن نشكرَ الله تعالى حقَّ الشكر، وإنني أعلم أن سجدةَ الشكر ليست مسنونةً إلا في نعمة ظاهرة أو دَفْع غمةٍ كبيرة، وأن هناك طرقَ الدعوة إلى الله المعروفة وأولى من هذه. وذكرتُ له الآية المعروفة: ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل: 125]، قال: إن هذه الآيةَ آيةٌ عامَّةٌ تشمل ما قاله.
فهل هناك طرقُ دعوةٍ أفضلُ من طرقٍ، أم أن القدوةَ الحسنة تتساوى مع دعوة النَّاس في المساجد والقنوات الدينية؟ وهل تُسَنُّ سجدةُ الشكر؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فليس بينكما خلافٌ ظاهر، فسجدةُ الشكر تُشرع عند تجدُّد نعمةٍ، وصاحبُك يرى أن فوزَ بلادِه في مباراة كروية من النِّعَم، فيرى أن يسجد لذلك سجدة شكرٍ، فنشكر له شعورَه الدينيَّ النَّبيل، ونوجِّهه برفقٍ إلى أن همومَ الأُمَّة أكبرُ من مُجرَّد فوزٍ في مباراة رياضة، كروية كانت أو غير كروية.
وإني أدعوك إلى المقارنة بينه وبين من يُعبِّرون عن فرحِهم بتصرفاتٍ ساقطة تُسقط المروءة ويندى لها الجبين، فلا حرج أن يفرحَ صاحبُك بفوز منتخب بلادِه فرحًا لا يُطغيه ولا يُنسيه ولا يثير في قلبه العصبيةَ ولا حميَّة الجاهلية، ثم نسمو بهمَّتِه نحو معالي الأمور. والله تعالى أعلى وأعلم.
سجدة الشكر لفوز المنتخب في مباراة كرة قدم
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة