تنظم زوجتي تجمعات مختلفة للفتيات ما بين السادسة عشرة إلى الرابعة والعشرين من عمرهن، هذه التجمعات عمومًا في الجامعة.
وفي مارس المقبل أرادت زوجتي أن تجمع البنات ثلاث ليال في رحلة ترفيهية في أرضٍ عادة ما يُؤجِّرها مجموعات دينية أخرى للتنزه، هذه الأرض فيها بيوت مغلقة للمبيت فيها، مبني فيها مطعم، مبنيٌّ فيه صالةُ سلة مغطاة ومغلقة، وأيضًا مكان للتنزه في الخضرة (هايكينج)، هذا المكان يبعد حوالي خمسة وأربعين دقيقة إلى ساعة من مكان سكننا.
في الرحلة السابقة في العام الماضي صرحت زوجتي للبنات أن يخلعن حجابهن عند التنزه في الخارج؛ لأن المكان مِلك خاص بالشخص الذي أجَّرت منه المكان، وقد مضوا على عقد بألا يسمحوا لأي شخص أن يدخل الأرض إلا بإذن زوجتي في خلال هذين اليومين، وكذلك العقد مع أصحاب الأرض التي ستؤجرها هذا العام إن شاء الله وافقوا ومضوا على نفس الصيغة في العقد.
أحد الأسباب في طلب هؤلاء البنات من زوجتي أن تنظم هذه الرحلة مرة أخرى هو خروجهن بغير حجابهن، وشعورهن بالسعادة لوضع حجابهن عن رءوسهن لبضع ساعات؛ لأنه يقويهن على ارتداء الحجاب في أيامهن العادية، ولكن اضطرب بعض الآباء لما علموا أن بناتهن خرجن من غير حجاب في هذه الأرض المؤجرة.
سؤالي: هل يحرم على المرأة أن تضع عنها حجابها في أماكن خاصة كهذه؟ علمًا بأن زوجتي حافظة للقرآن ودرست بمعهد المغرب وتدرس القراءات العشر حاليًّا، ومنتقبة، ولا أعلم لها غرضًا في هذه الرحلة أو الرحلة التي نظمتها العام الماضي وهي بنفس المواصفات تقريبًا إلا أن البنات في هذه السن يحتجن لمثلٍ أعلى يُعينهن على ما يمرون به في مدارسهن العامة التي يختلطون بغير المسلمين فيها، وإلى رحلات ترفع عنهن الإحساس بعدم المقدرة على التمتع كما يتمتع بعض البنات في مدارسهن.
علمًا بأنها مستعدة لإلغاء الرحلة وخسارة المقدم ألف دولار إذا ثبت عدم جواز هذا الأمر، ومع العلم بأني وأحد محارم البنات سنكون في أحد البيوت القريبة منهن مع انعزالنا عنهن تمامًا للحماية في حالة ما إذا احتجن لذلك، مع أن المكان آمن في العموم. وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا وجدت محلة مغلقة ليس فيها رجال أجانب ولا تتعرض فيها المرأة إلى من يَسْتَرِقُ النظر فلا حرج في أن تُبدي زينتها وتضع حجابها في مثل هذه المناطق، مع مراعاة أحكام عورة المرأة بالنسبة للمرأة، ومع التحوُّط حتى لا تتعرض لاستراق نظر من فضولي متلصص. والله تعالى أعلى وأعلم.
