حول تلُّفظ موسوس بنية دخول الصلاة عند تكبيرةإحرامها

هذا الموسوس يقول: «أنا أنوي مثلًا عشاء الوقت جماعة» ثم أُكبِّر وأحاول أن أعيدَ النيةَ وأقرنها بتكبيرة الإحرام، ولكن أحيانًا لا أُدْرك أن أنوي الاقتداء بالإمام عندما أقارِنُ النيةَ بالتكبيرةِ. وأنا متشنج جدًّا عند التكبير، هل إذا نويت قبل التكبير ثم أعدْتُ أثناءه لأخرج من الخلاف بين العلماء، ولكن أثناء الإعادة قد لا أستطيع أن أنوي اسم الصلاة وأنها حاضرة؛ لأن عليَّ صلوات يجب أن أقضيها.
ودائمًا أكون متوترًا وأشكُّ هل ترددْتُ في فسخ النيات؟ ودائمًا أشعر أنني أفقد شرط الجزم والعزيمة في النية مما جعلني أتعب كثيرًا، ويصعُبُ حتى عليَّ أن أُخْرِج تكبيرة الإحرام؛ لأنني متشنِّجٌ ومتوتر، وذات مرة لم أصلِّ العشاءَ؛ لأنني حاولت كثيرًا ولم أستطع الدخول في الصلاة، فما حكمي؟ وما الحل؟ يصعب عليَّ التركيزُ جدًّا، وأخافُ أن أترُكَ الصلاةَ نهائيًّا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأنت الذي تُدْخل نفسَكَ بنفسك في هذه المضايق، النيةُ محلُّها القلب. ولا تحتاج إلى تلفُّظٍ، بل إن التلفظ بها بدعة، وبمجرد أن وقفت لتُؤدي الصلاة الحاضرة، وقد اتجهت إليها، فقد انعقدت النية، فمن ذا الذي أنبأك بكل هذه التعقيدات؟! بأي كتاب أم بأية سنة؟!
أخرِجْ نفسَكَ من هذه المحرقة، حتى لا تُبَغِّضَ إلى نفسك عبادةَ ربك، ويوسوسَ لك الشيطانُ ترك الصلاة نهائيًّا كمخرجٍ أحمق من هذه الوساوس والمحارق.
لا علاقة لك بخلاف العلماء الذي تريد أن تخرِجَ نفسك منه، هذا من التَّعالُم الذي يجرُّ عليك ويلاته، ولا تجني منه إلا هذه الآلام، إذا قمت إلى الصلاة الحاضرة وقد توجهت إليها فهذه هي النية، وقُضِي الأمر، وكفى الله المؤمنين القتال، فلماذا نجعلها معركةً وقضيةً طويلة ومعقدة؟
أرجو أن يكون هذا الجواب هو نهاية عهدك بهذه المعاناة. وأسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend