هل يصح أن أجمع الظهر مع العصر قبل السفر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل ألا يتمتع المسافر برخص السفر إلا إذا شرع في السفر فعلًا، ولا يكفي مجرد النية أو التهيؤ لذلك، فإذا شرعت في السفر ووصلت إلى المطار فقد ساغ لك الجمع والقصر، وكذلك إذا كان سفرك بالسيارة وجاوزت بها حدود المحلة التي تقطنها فقد ساغ لك ذلك.
ولكن في الباب ملحظ آخر، إن كنت تجدُ حرجا في الصلاة في المطار، وخشيت إذا جمعت جمع تأخير أن يخرج وقت الصلاتين، فيمكنك والحال كذلك أن تجمع بغير قصر دفعًا لهذا الحرج؛ فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر في غير خوف ولا مطر ولا سفر لئلا يُحرج أمته. كما صحَّ ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه(1). ويكون هذا الجمع مبنيًّا على دفع الحرج، وليس على أساس السفر وينبغي ألا يتخذ ذلك عادةً. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «الجمع بين الصلاتين في الحضر» حديث (705) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر. قال: قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يُحرج أمته.