عند السفر للسجن ذهابًا وإيابًا هل يجوز قصرُ الصلاة؟ وكم هي المسافة المحددة شرعًا لقصر الصلوات؟ وهل يجمع أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إذا كانت المسافة إلى السجن مما يعد في العرف سفرًا كان له أن يأخذَ فيها برخص السَّفَر من القصر والجمع والفطر ونحوه، أما إذا كانت قريبةً بحيث لا تعد سفرًا؛ فإنه لا تسري عليه أحكامُ السَّفَر ولا يتمتع برُخَصِهِ؛ فإنه لم يرد فيما نعلم دليل صحيح صريحٌ في تحديد مسافةِ القصر، فهو مطلق في الشرع، وكل مطلق في الشرع يرجع في تحديده إلى العرفِ، فما اعتبر في العرف سفرًا كان كذلك، وإلا فلا.
فإذا ما استقر السَّجين في سجنه أصبح مقيمًا، وليس له أن يستخدم رخصَ السَّفَر ما دام قد تبينَ أمرُه وحكم عليه بعقوبة ونقل لقضائها، ويصبر على أمر الله عز وجل، وعسى الله أن يجعل له فرجًا ومخرجًا.
ومما يجدر التنبيهُ عليه في هذا المقام التفريقُ بين القصر والجمع؛ فإن القصر سنة ثابتةٌ والجمع رخصةٌ عارضة، فالأصلُ في صلاة المسافر هو القصرُ، وأما الجمع فإن المسافر يستخدمه متى احتاج إليه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصُر الصلاة إذا جدَّ به السير، فإن كان ارتحاله قبل دخول الوقت جَمَعَ جمعَ تقديمٍ، وإن كان ذلك بعد دخول الوقت جمعَ جمعَ تأخيرٍ، أما إذا حَطَّ المسافرُ الرحالَ في أثناء سفرِه، فإن الأولى به أن يؤدي الصلاة في وقتها لعموم النصوص الواردة في ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
جمع الصلاة وقصرها في السفر ومسافة القصر
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة