إنني أسكن في حيٍّ يكثر فيه القيل والقال والنميمة والغِيبة، وهناك مسجد يرتاده التُّجار والجيران وأتحاشى أن أذهب إليه خوفًا من أن أُعينهم، وخصوصًا أنني عاطل عن العمل، فخفت أن أذهب إليه، وأصبح موضوع حديثهم حتى تجتمع الصلاة عليَّ وأعجز عن أدائها. كيف؟ ما هو الحل؟ وهل سيغفر الله لي إن واظبت عليها في بيتي بعيدًا عن أعيُن المتربصين بي؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقال ربك جل وعلا: ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وقد تعبَّدك بالصلاة حيث يُنادَى لها، ولقد همَّ نبيُّك أن يُحرق على قوم يتخلفون عن صلاة الجماعة بيوتهم(1).
فاذهب إلى المسجد واركع مع الراكعين، والله يعصِمُك من الناس، ولا تُصغِ إلى هذه الوساوس، خاصة إذا كانت ستُفضي بك إلى التفريطِ في الصلاة والعجز عن أدائها.
استعن بالله ولا تعجز، وكن أول من يرتاد المسجد عندما ينادى للصلاة. واعلم أن ربك أحاط بالناس. والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف» حديث (651) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْـمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ».