أعيش في فرنسا للدراسة، وذهبت للمعلمة لكي أعتذر عن الدراسة يوم الجمعة كي تُغيِّر الميعاد حتى أتمكن من صلاة الجمعة، وأخشى لو قلت لها: كي أصلي الجمعة. ترفض، أما لو قلت لها شيئًا آخر وقد لا يكون صدقًا توافق. فهل يجوز لي ذلك أم لا؟ وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فاجتهد في قول الصدق ما استطعت، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنَّة، وتجنَّب الكذب ما استطعت، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار(1)، ولكم في المعاريض مندوحةٌ عن الكذب(2).
ونسألُ اللهَ أن يجعلَ لك ولأمثالك فرجًا ومخرجًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) ففي الحديث المتفق عليه: الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «قول الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ » حديث (6094)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «قبح الكذب وحسن الصدق وفضله» حديث (2607) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْـجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».
(2) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (4/203) حديث (4794) عن مطرف بن عبد الله قال: أقبلنا مع عمران بن حصين من البصرة إلى الكوفة فما من غداة إلا يناشد فيها الشعر ويذكر فيها أيامَ العرب، وكان يقول: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب. وقال البيهقي: «هذا هو الصحيح موقوفًا».