أستاذنا وشيخنا الفاضل نكتب لك من كندا لنستشيركم في مسألة فقهية:
يُوجد بفضل الله في المدينة التي نعيش فيها مسجد يمكن أن يسع 300 مصلٍّ في يوم الجمعة وهناك مصلًّى في الجامعة يتسع للطلبة المسلمين وهناك مُصلًّى آخر يوجد في وسط المدينة يتَّسع كذلك لحوالي 80 مسلمًا. هذا المصلَّى الأخير له موقع يوفر لمجموعة من إخواننا أداء الصلوات وصلاة الجمعة.
علمنا مؤخَّرًا أن في الطابق الأسفل من نفس العِمارة الموجود بها المصلَّى تُوجد جمعية للشواذِّ جنسيًّا. بناءً على هذه المعطيات نتقدم لشيخنا الفاضل بالسؤال التالي: هل يجوز الصلاة في هذا المصلَّى؟ نريد حلًّا شرعيًّا لهذه المسألة. وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
حيَّاكم الله أيها الأحبة وبارك في جهودكم ونفع بها ورزقكم السداد والرشاد.
لا يخفى أنكم تعيشون خارج ديار الإسلام وفي هذه البلاد حيث تسود العلمانية وتنتشر الإباحية لا مجال للحديث عن مناخ صحي بحت يتوافر لمؤسساتنا ويتهيأ لمراكزنا، بل نسعى للاستفادة من الممكن وتقليل المفاسد ما استطعنا وتوسيع رقعة الخير والصلاح ما استطعنا، وعلى هذا فإذا كانت لكم مصلحة في الاستفادة مِن هذا الموقع للصلاة وذكر الله عز وجل فلا يضركم أن يكون بجواركم مَن يعصون الله جل وعلا، بل اثبتوا في مواقعكم وباشروا عبادتكم لربكم ما استطعتم وادعوا إلى الله ما استطعتم، وعسى أن يكونَ وجودكم في هذا المكان سببًا لتطهيره مِن بعض ما يكتنفه منَ الموبقات. نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.