برجاء توضيح ماذا أفعل؛ حيث إنني كنت في طريقي للعمل وحدثت زحمة غير معتادة وكنت لا أستطيع أن أركن سيارتي في الطَّريق نتيجة للزحام الشَّديد، وجاء وقت العصر ومن العصر إلى المغرب كنت في هذا الزحام، فهل يُمكن أن أصلِّي وأنا سائق أم ماذا أفعل؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل أن تُؤدَّى الصَّلاة لوقتها؛ فقد قال ربُّك جلَّ وعلا: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقد رأيت أن الصَّلاةَ لا تسقط حتى في الحرب وعند المسايفة، فأولى ألا تسقط بما دون ذلك من الأعذار، ويتأكَّد هذا في الصَّلاة التي لا تجمع إلى ما بعدها كالفجر والعصر، فإنه يَحْرُم تأخيرهما إلى أن يخرج وقتهما؛ فإن ضاق وقتُ واحدةٍ منهما أدَّيتها على النَّحو الذي تقدر عليه؛ لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].
وعلى هذا فإذا كنتَ في زحامٍ شديد واستحال أن تخرجَ منه إلى طريق جانبيٍّ وأوشكت الشَّمْس على المغيب وخفت خروجَ وقت صلاة العصر أدِّها على حالك وأنت تقود السَّيَّارة، وتُومئ في ركوعك وسجودك وتجعل انحناءك في سجودك أخفضَ منه في ركوعك. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.