هل يجوز أن أُصلِّي صلاةَ الفجر وأنا جنب بعد الجِماع، حتى وإن توضَّأت؛ لكي لا أفوت موعد الصَّلاة، حيث يتعثَّر عليَّ أن أغتسل للبرد الشَّديد والكسل وعدم الرَّغْبة في إزعاج أهلي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لا يَحِلُّ لمن أحدث أن يقرب الصَّلاة حتى يتطهَّر، سواءٌ أكان حَدَثُه أصغرَ أم أكبر، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾[النساء: 43].
وقد رخَّص بعضُ أهل العلم في التَّيمُّم في حالة البرد الشَّديد وافتقاد القدرة على تسخين الماء، أمَّا ما سوى ذلك مما ذكرت فلا يصلح عذرًا في ترك الاغتسال.
وإني لأعجب من تصوُّرك أن الكسل يُمكن أن يُبيح لك الصَّلاة بغير طهارةٍ، احرص يا بني على الطَّهارة، واعلم أن الطهور شطر الإيمان كما أخبر بذلك سيدك صلى الله عليه وسلم (1).
واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الطهارة» باب «فضل الوضوء» حديث (223) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه .