الصلاة خلف من لا يجوِّد قراءة القرآن

أُصلِّي مع زملائي في العمل الفروضَ في المسجد المجاوِر، وعادة لا يأتي الإمام الراتب في صلاة العصر والمغرب، فيصلي بنا رجلٌ من جيران المسجد، لكنه للأسف لا يُحسن التجويد تمامًا ويُخطئ في تشكيل الحروف.
وقد تكلَّمت معه بحُسن أدب وعرَّفته أنه يُخطئ في القراءة ولكنه يُصرُّ على ألا يُدخل غيرَه مع وجود من يُجيد القرآن. ما حكم الصلاة السرية والجهرية وراءه؟
مع العلم أن المسجد هو الأقرب للعمل والصلاة في أي مسجد آخر يأخذ وقتًا كبيرًا، وهو غير مناسب لوقت العمل.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا شكَّ أن الأصلَ أن يؤمَّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله؛ لما رواه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْـهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا- وفي رواية: فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا- وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ»(1).
ولا ينبغي للقائمين على أمرِ المسجد أن يُقدموا للإمامة من لا يُحسن التلاوة، ولكن إذا تشعبت الأهواء، وعزت القيادة الرشيدة التي توسد الأمر إلى أهله، فلا حرج في صلاتك خلفه، ولا يجوز أن تهجر المسجد من أجل ذلك، فقد صلى السلف الصالح خلف من هم أسوأ من ذلك بكثير. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «من أحق بالإمامة» حديث (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 15 يوليو, 2024
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend