هل يجوز الصلاة خارج المسجد؟ مثلًا في الحدائق أو الطرقات العامة مع ارتداء الحذاء. وهل يجوز في حالة الحرب؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج في الصلاة خارج المسجد إذا اتصلت الصفوف وتمكن المصلي في الخارج من متابعة الإمام، وأمنت الفتنة من مسارقة النظر إلى ما لا يحل، أو حدوث تهارج واستطالة على المصلين في نعالهم من قبل بعض العوام بسبب الجهل بالسنة ونحوه، ووجد مقتض لذلك من زحام ونحوه.
ولا حرج في الصلاة في الحذاء سواء أكان ذلك داخل المسجد أم خارجه، وسواء أكان ذلك في حالة الحرب أم في حالة السلم، ما لم يعرف أن فيها نجاسة، وما دام لا يترتب على ذلك إفساد الفرش أو تلويثها ونحوه، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : «خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِـهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ»(1).
ولكن المساجد لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد فرشت بالبسط، وعلى هذا فينبغي للمصلي في نعله الآن بعد أن فرشت المساجد بالبسط أن يتأكد من نظافة نعله حتى لا يفسد بها البسط أو يلوثها؛ وإلا كان خلعها أولى لما يترتب على ذلك من إفساد المال وتلويث الفرش بغير مبرر. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الصلاة في النعل» حديث (652)، والحاكم في «مستدركه» (1/391) حديث (956)، وابن حبان في «صحيحه» (5/561) حديث (2186). من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه ، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3210).