هل يُشترط لكي يُبنى لي بيتٌ في الجنة أن تكونَ السننُ الرواتب المعروفة اثنتين قبل الفجر وأربعًا قبل الظهر واثنتين بعده…إلخ، أم أيَّةَ صلاة نافلة؟ هل لو صليت اثنتي عشرة ركعةً هل يُبنى لي بها بيت في الجنة؟ وكيف أصلي يوم الجمعة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ هو الاتِّباع، ومن ذلك أن تُداوم على ما داوم عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يداوم على الرواتب، فابدأ بها أولًا رجاءَ تحصيل الفضل الوارد في الحديث، والحديث المُشار إليه في السُّؤال هو قوله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْـجَنَّةِ»(1).
والمقصود بها السنن الراتبة، وقد جاءت مُفسَّرةً في رواية أخرى للحديث عن أم حبيبة: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْـجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْـمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ»(2).
وجميع الأيام في ذلك سواء، إلا يوم الجمعة فإنك إن صلَّيْت السنة البَعْدِيَّة للجمعة في المسجد صليتَها أربعًا، وإن صليتها في البيت صليتها ركعتين. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن» حديث (728) من حديث أم حبيبة.
(2) أخرجه الترمذي في كتاب «الصلاة» باب «ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنة وما له فيه من الفضل» حديث (415)، والنسائي في كتاب «قيام الليل وتطوع النهار» باب «ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة» حديث (1803). وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».