بدأت بحفظ سورة البقرة، ولكي أحافظ على حفظي أُصلِّي بها في الصلوات، فأحيانًا أخطئ أو أنسى آية، هل هذا يبطل صلاتي؟ أفيدونا أفادكم الله، وأتمنى من فضيلتكم الدعاء لي بحفظ كتابه والعمل به، وأتمنى من فضيلتكم الدعاء لأمي بالشفاء، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسأل الله أن يُتم عليك نعمته، وأن يُيسِّر لك حفظ كتابه والعمل بما فيه، وأن يمسح على أُمِّك بيمينه الشافية، وأن يجمع لها بين الأجر والعافية.
وما ذكرته لا يُبطل صلاتك ولا يوجب عليك سجود السهو، بل لو أغلق عليك أثناء القراءة فيُمكنك أن تركع أو أن تنتقل إلى آية أخرى، ويشرع إن كنت تصلي إمامًا أن يفتح عليك من خلفك؛ لما رواه أبو داود في «سننه» عن المسور بن يزيد المالكي رضي الله عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله، تركتَ آية كذا وكذا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فَهَلَّا أَذْكَرْتَنِيهَا؟!».
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبَيٍّ: «أَصَلَّيْتَ مَعَنَا؟» قال: نعم. قال: «فَمَا مَنَعَكَ؟». أي: من الفتح عليَّ.
قال بدر الدين العيني: «وينبغي للمقتدي ألا يعجل بالفتح، وللإمام ألا يُلجئهم إليه، بل يركع إذا جاء أوانه، أو ينتقل إلى آية أخرى».
وتفسير الإلجاء: أن يردد الآية أو يقف ساكتًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
