شخصان أدركا آخر ركعة من صلاة العشاء مع الإمام، فهل يجوز أن ينوي أحدهما الائتمام بالآخر وإكمال باقي الصلاة جماعة؟ وجزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فهذا الذي تذكره لا يُعرف في الفقه؛ بل المشروع لهما أن يتمَّ كل منهما صلاته على انفراد، ولا ينبغي للمسبوقين أن يأتم أحدهما بالآخر، فلم يكن ذلك هو هدي الصحابة رضوان الله عليهم في صلاتهم خلف النبي صلى الله عليه وسلم  فيمن سبق، وأيضًا فإن النبي صلى الله عليه وسلم  قد تأخر في إحدى المرات عن الصلاة، ولم يأتم به من صلى بجواره(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الصلاة» باب «تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام» حديث (274) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، وفيه: قال المغيرة: فأقبلتُ معه حتى نجد الناس قد قدَّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم  إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعةَ الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم  يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم  صلاتَه أقبل عليهم ثم قال: «أَحْسَنْتُمْ» أو قال: «قَدْ أَصَبْتُمْ»؛ يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.