هل لو شخص ضاعت ساعتُه أو ما شابه ذلك في المسجد وسأل عنها، هل يُقال له: لا رَدَّها اللهُ عليك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد نهت الشَّريعةُ المطهرة عن إنشاد الضالَّة في المسجد؛ فإن المساجدَ لم تُبْنَ لهذا؛ فقد أخرج مسلمٌ في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْـمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللهُ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْـمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِـهَذَا»(1).
كما لا يجوز الإعلانُ عن الأشياء الملتقطة من مرافق المسجد في المسجد، فإنه بمعنى إنشاد الضالة، وإنما يقوم اللاقطُ بوضع هذه الأشياء عند إمام المسجد أو خادمه أو في مكان يُخصِّصه القائمون على المسجد لذلك، ثم يأتي صاحب هذا الشيء للسؤال عنه دون الإعلان ورفع الصوت في المسجد، فإن وجده عندهم استردَّه. والله تعالى أعلى أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد» حديث (568) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .