قرأت أن «مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(1)، وأنا أُريد أن أتهجد بالليل بعد ذلك، فهل لو تركتُ صلاة الوتر مع الإمام لأصليها بعد التهجد هل يفوتني هذا الأجر؟ وهل يجوز أن أُصلي الوتر مع الإمام ثم أصلي التهجد بعد ذلك؟ وهل من الممكن لكي أحصل على الأجر أن أجلس في المسجد بعيدًا عن الجماعة في أثناء صلاة الوتر حتى يفرغ الإمام فأنصرف معه، أم أنه لابُدَّ من القيام كما في حديث «مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ»؟ وماذا لو كنت أنا الإمام وأريد أن أتهجد بعد ذلك؟

____________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/163) حديث (21485)، والترمذي في كتاب «الصوم» باب «ما جاء في قيام شهر رمضان» حديث (806) من حديث أبي ذر  وقال: «حسن صحيح»، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» حديث (1615).

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يسعك إذا أردت أن تجمع بين الخيرين قيامك مع الإمام حتى ينصرف وقيامك للتهجد من آخر الليل، بأن تقوم مع الإمام إلى النهاية فإذا سلَّم من الوتر قُمتَ وأتيت بركعة أخرى لتشفع لك هذه الركعة، ثم إذا بعثك الله من الليل صلَّيت ما شاء الله لك أن تُصلِّي، ثم جعلت آخر صلاتك وترًا. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.