أخبرني شيخ أن عروسا تحتاج لمساعدة، فجمعت لها أموالًا، ثم ذهبت لأزورها كي أحضر لها ما ينقصها من مستلزمات الزواج، وجدت أن شقتهم فارهة، وأنها تلبس ذهبًا هي وأمها وأختها الصغرى، وعندما سألتهم عن وضع العروس المادي، أخبروني أنها يتيمة منذ خمسة عشر عامًا، وأمها تزوجت، وزوجها هو صاحب تلك الشقة، وأن زوج أمها لا يهتم بتجهيزها للزواج. فهل مثل هذه تستحق المساعدة؟ هل علي إثمٌ إن أحضرت لها ما ينقصها من مستلزمات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن موتَ أبيها منذ خمس عشرة سنة يعني افتقادَ الكافل طوال هذه المدة، وغنى زوج أمها لا يعني غناها، فهو زوج أمُّها وليس أباها، ووجود حلق في أُذُنها أو أُذُن أمها لا يعني ذلك الغِنى الذي لا يصحُّ معه بذلُ الزكاة، وسُكنى أمُّها مع زوجها في شقة فارهة يملكها الزوج لا علاقة لها بحاجة البنت، فهذه الشقة لزوج أمها، وقد صرحوا لك بأنه لا علاقة له بالبنت، وهذا الادعاء يوافق الظاهر، فالظاهر أن زوج الأم لا يتحمل تبعةَ تزويج بنت زوجته، فاقبل من القوم ظاهرهم، واشتر لها نواقصها بالمعروف، في غير سَرَفٍ ولا مخيلة، ولا وكس ولا شطط، ونسأل الله القبول. والله تعالى أعلى وأعلم.