زكاة الحلي المستعمل

هل أخرج زكاة على الذهب الزينة أم لا؟ كنت أخرج الزكاة عليه ورأيت بعض الناس لا يخرجون ولا أعرف لم لا يخرجون. أرجو الرد جزاك الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فزادك الله يا بنيتي حرصًا وتوفيقًا، وأود الإشارة في مطلع إجابتي إلى أن الحديث عن الحليِّ من الذهب والفضة، فلا يدخل في ذلك الماسُ والأحجارُ الكريمة، فإنها ليست أموالًا زكوية، إلا إذا أعِدَّت للتجارة، فكل ما أُعِد للتجارة فهو مال زكوي، يزكى زكاةَ عروض التجارة (اثنان ونصف في المائة).
وبعد هذه التوطئة نقول: لقد اختلف أهل العلم في زكاة الحلي المتخذ من الذهب الفضة، فالجمهور على عدم وجوب الزكاة فيه؛ لأنه متاعٌ شخصي، وليس مالًا مرصدًا للنماء، ومن القواعد العامة التي تُراعى في الأموال الزكوية كونُها أموالًا نامية، أو قابلة للنماء، لكن هذا الحُلي مستعملٌ منتفَعٌ به، وهو من حاجات المرأة وزينتها، فهو بالنسبة لها كالثياب والأثاث والمتاع.
وخالف في ذلك أبو حنيفة وبعض أهل العلم فقالوا: إنه مال زكوي تجب فيه الزكاة إذا بلغ نصابًا (85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة) وحال عليه الحول؛ وذلك لعموم الأدلة الآمرة بوجوب الزكاة والتي تتوعد من اكتنز الذهب والفضة ولم يؤدِّ زكاتها، فضلًا عن بعض الأدلة الخاصة الواردة في زكاة الحلي وإن كان في ثبوت أغلبها مقال.
وإخراج الزكاة من الحلي المستعمل الذي بلغ نصابًا وحال عليه الحول أبرأُ للذمَّة؛ لما يتضمنه من الخروج من الخلاف، ولكن لا يلزم زكاةُ ما مضى من السنوات إن كنت لم تخرجي الزكاةَ فيها تقليدًا لمن قال بعدم وجوب الزكاة من أهل العلم. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 15 يوليو, 2024
التصنيفات الموضوعية:   04 الزكاة, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend