مات والدنا ونحن صغار فتحولت التركة إلى ما يُسمى بالمجلس الحسبي، والذي يستثمر هذه الأموال في البنوك والأعمال الربوية المعروفة، ونحن لا يمكن لنا أن نحصل على هذه الأموال إلا بعد بلوغ السن القانوني. والأسئلة هي:
1- ما حكم زكاة هذا المال وكيف نُزكيه إذا كنا لن نأخذ أصله إلا بعد البلوغ القانوني؟
2- ما حكم الفوائد الزائدة الناتجة من الاستثمار الربوي المعروف؟ علمًا بأن القيمة الشرائية للمبلغ عند استلامه بدون الفوائد تقل كثيرًا عنها وقت تسليمه؟
3- هل يجوز الاستفادة بالزيادة الناتجة أم نتخلص منها ونكتفي بأصل المبلغ؟ علمًا بانخفاض القيمة الشرائية كما ذكرت؟
4- إذا كنا لا نستطيع تحديد أصل المبلغ عند تسليمه ونحن صغار فما العمل؟
5- هل يجوز الاستفادة بالزيادة الناتجة في أخذ بعض الدورات الضرورية في حياتي الدراسية أو شراء جهاز كمبيوتر لحاجتي إليه؛ حيث إن جهازي القديم سيئ الحالة نسبيًّا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن من شروط وجوب الزكاة تمام الملك، وتمام الملك معناه القدرة على حيازة المال والانفراد بالتصرف فيه، فإن كنت لا تستطيع التصرف في هذا المال إلا بعد بلوغك السن القانونية فلا تلزمك زكاته لأن يدك مكفوفة عنه.
أما الفوائد فلا يطيب لك تمولها، ولا تُترك لهذه المصارف الربوية بل تؤخذ منها ويتخلص منها بتوجيهها إلى بعض المصارف العامة، ونرجو أن تثاب على ذلك ثواب العفة عن الحرام.
أما تحديد أصل المبلغ فيُعرف ذلك بسؤال أهل الاختصاص، وبغلبة الظن إن عجزت عن معرفة القدر على وجه التحديد، ولا يطيب لك كما ذكرنا الانتفاع بهذا المال، بل تتخلص منه بتوجيهه إلى المصارف العامة.
ومن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه. والله تعالى أعلى وأعلم.