أخذ من يجمع الزكاة لنفسه منها لمؤنة الزواج

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في عمر فضيلتكم.
شخص نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحدًا؛ هو من أهل التقوى والصلاح، وعليه دينٌ كبير يحتاج سنوات لسداده، ودخله المادي طيب، ولكن عليه التزامات تفوق دخلَه الماديَّ؛ نظرًا لأنه مُقدِم على زواج وكثيرٌ من الأحباب والأصدقاء يعطوه مبالغَ ماليةً للزكاة ويتركون له حرية التصرُّف، فهل يجوز أن يأخذ هذا المال؟ وهل يلزم أن يُخبرهم؟ مع العلم أنه لا يستطيع ذلك لما فيه من الإحراج له.
أفيدونا أفادكم الله ورفَعَ قدركم في الدنيا والآخرة، وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تولَّى الله بنفسه بيانَ مصارف الزكاة، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
والحاجة إلى العفاف من جُملة الحاجات الأساسية، شأنها شأنُ الحاجة إلى الطعام والشراب والكساء، ويُعان الناكح الذي يُريد العفاف ولا يجد ما يوفي منه مطالب النكاح- من أموال الزكاة بما يلزمه لذلك عرفًا، في غير وكس ولا شطط، وليتق الله ربه، فلا يتخوَّض في هذا المال بغيرِ حقٍّ وهو مؤتمن عليه، ويُصبح حالُه مع هذا المال كوليِّ اليتيم: إن استغنى استعفف، وإن افتقر أكلَ بالمعروف، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 6]. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 الزكاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend