شيوخنا الأجلاء أرغب في مساعدتي في أخد قرار في مسألة الحج والسؤال له فرعان:
أنا متقدمة في السن عمري ثلاث وأربعون سنة، ومَنَّ الله علي بالزواج وأكرمني بصبية عمرها عشرون شهرًا، وقد كانت أمنيتي أن أحج بيت الله الحرام، فوقع الحمل، فطلبت من زوجي أن نحج هذه السنة، ولكن ليس له مال لهذا، وقال لي: إنه يريد بناء بيت قبل الحج، وأنا لا أوافق على هذا، وعندي مبلغ جمعته لهذا الغرض- فهل يجوز أن أدفع عنه ثمن الحج؟
2- هل أؤخر موعد الحج من أجل الحمل؟ لأن زوجي يريد أن يكون لنا مولودًا بإذن الله، علمًا بأن سني سيكون 44 سنة.
أفيدوني جزاكم الله، وجعل الجنة مثواكم ومثواي، وبارك الله فيكم، والحمد لله والصلاة والسلام على محمد أفضل مبعوث. أختكم من كندا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على أداء فريضة الحج، وهذا هو الأصل في المكلف أن يبادر إلى أداء حجة الإسلام قبل ألَّا يحج؛ فقد يفتقر الغني، وقد يمرض الصحيح، وقد يعرض له ما يعوقه عن الذهاب، ولكن بقي أن نقول: إن وجود المحرم من الاستطاعة التي أنيط بها التكليف بالحج بالنسبة للمرأة، فإذا رفض الزوج الذهاب معك للحج، ولم يكن لك محرم غيره فننصحك بتأخير الحج هذا العام، حتى يتحقق وضع حملك، ويتمكن زوجك من اصطحابك، وأرجو ألا حرج في هذا التأخير إن شاء الله، فإن الله جل وعلا مطلع على النوايا لا تخفى عليه خافية، وقد عرف حرصك على الحج واستماتتك في أدائه، ونرجو أن ييسر لك ذلك في السنة القادمة إن شاء الله.
وإن كان الزوج يريد الحج ولم يحج من قبل وأردتِ برَّه وإكرامه بدفع نفقة الحج له فقد أحسنت، وأرجو أن يتقبل الله منك ذلك، وأن يثيبك عليه بأن ييسر لك الحج من عامك القابل بإذن الله تعالى، علمًا بأن حجه سيكون عن نفسه ولا يصلح له الحج نيابة عنك؛ لأن النيابة في الحج لا تجوز إلا عن الميت أو عن المريض، وبشرط أن يكون النائب قد حج عن نفسه أولًا. والله تعالى أعلى وأعلم.