أنا وزوجتي من أهل السنة، وسوف نقوم بأداء فريضة الحج هذا العام؛ هل لابد من الذهاب للمدينة المنورة وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستكمال مناسك الحج؟ ما هو الشرع الصحيح في هذا الأمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجميل أن تُشَدَّ الرحال إلى المسجد النبوي بمناسبة أداء الحج أو العمرة للصلاة فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْـحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى»(1).
وإن الصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام(2). ولكن هذا ليس جُزءًا من مناسك الحج أو العمرة، ولا ينقص أجرهما بترك هذه الزيارة.
ولكن لا تحرم نفسك من هذا الخير؛ لاسيما مع ارتفاع تكلفة الزيارة إلى بلاد الحرمين، وتعقد الإجراءات، فإنك لا تدري هل تتيسر لك هذه الزيارة مرة أخرى أم لا. زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
——————————-
(1) متفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة» حديث (1189)، ومسلم في كتاب «الحج» باب «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» حديث (1397)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (3/ 343) حديث (14735)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم» حديث (1406) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْـمَسْجِدَ الْـحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْـمَسْجِدِ الْـحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ». وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (2/ 13) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (2/ 139) وقال: «رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين».