سؤالي كالتالي: لدي 4 أطفال، لم نفعل لهم العقيقة، أكبرهم ذات 10 سنين، وقررنا أن نعق عليهم هذه السنة جميعًا.
هل يجوز أن نقوم بها في نفس اليوم مع حفل زفاف العَمِّ، وبذلك تستعمل الكباش للغرضين عقيقةً لأولادي ووليمة للزفاف طبعًا مع التصدُّق بثلث الكباش؟
لأننا نحن نعيش في إيطاليا، ولن نجد هنا فقراء لنعزمهم على العقيقة، فقررنا القيام بها في الجزائر. بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأرجو ألا حرج فيما ذكرت، ولا يلزم التصدق بثلث العقيقة، وإنما يُشرع الأكل منها، كما يشرع الإهداء والصدقة؛ فقد ورد عن ابن سيرين والحسن البصري: أن العقيقة كانت عندهم بمنزلة الأضحية، يأكل وَيُطْعِمُ. «ابن أبي شيبة»(1).
وقال ابن حزم: «العقيقة يُؤْكَلُ منها ويُهْدَى ويُتَصَدَّق»(2).
ويجوز طبخها ثم إطعامها، كما يجوز توزيعها نِيئةً، وإن كان المستحبُّ أن أن تُطبَخ كلها حتى ما يتصدق به منها؛ عن عائشة قالت عن لحم العقيقة: يُجْعَلُ جُدُولًا، يُؤْكَلُ وَيُطْعَمُ. رواه ابن أبي شيبة في «المصنف»(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (5/115) حديث (24260).
(2) «المحلى» (6/234-243).
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (5/115) حديث (24261).