تسمية المولود بمالك وخالد

السؤال:

هل هناك كراهية في تسمية المولود بمالك وخالد؟ لقد سميت ابني الأول «مالك»، والثاني «يوسف».

لقد بلغني مؤخرًا أنه أحب الأسماء عبد الرحمن وعبد الله،  وأبغضها مالك وخالد.

فهل اسم مالك مكروه عند الله ولا يجوز التسمية به؟ الرجاء التوضيح، وشكرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فأما ما بلغك من أن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن فهذا بلاغ صحيح؛

فقد روى مسلم في «صحيحه» من حديث ابن عمر ب قال: قال رسول الله ﷺ:

«إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى الله عَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ»(1).

وذكر بعض أهل العلم أن في هذين الاسمين من الخصوصية:

أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما،

قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ [الجن: 19]، وقال في آية أخرى:

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ [الفرقان: 63]، ويؤيِّده قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ [الإسراء: 110].

وروى أبو داود عن أبي وَهْب الجُشَميِّ- وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله ﷺ:

«تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى الله عَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ،

وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ»(2).

وأما ما بلغك من كراهية التسمية بخالد ومالك فلا أعرف له أصلًا،

وحسبك وجود خالد بن الوليد ومالك بن أنس في تراثنا وتلقي الأمة كلها لذلك بالقبول.

والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الآداب» باب «النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء» حديث (2132).

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (4/345) حديث (19054)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في تغيير الأسماء» حديث (4950) من حديث أبي وهب الجشمي، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (1977) وقال: «حسن لغيره»، وذكره أيضًا في «صحيح سنن أبي داود» حديث (4950).

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الأسرة المسلمة الخاصة بفضيلة الدكتور صلاح الصاوي

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي