أمي طلبت مني أضحية، ولكن المبلغ الذي معي أحمله لأي ظرف طارئ، هل بذلك يكون عليَّ ذنب؟ أرجو الرد، جزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد كان الأولى برها وجبر خاطرها، وأرجو أن تجدي من شكر ربك لك وجميل لطفه بك ما لم يكن يخطر لك على بال؛ فقد قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39].
والصدقة وصلة الرحم تَعمُران الديارَ وتُطيلان في الأعمار(1)؛ فأنفقي ولا تخافي من ذي العرش إقلالًا(2).
أقول: كان هذا هو الأولى بك، ولكنه لا يدخل في باب الذنوب البينة؛ لأن الأضحية ليست من جملة الحاجات الأساسية للوالدين ولا من جملة الحقوق الواجبة التي يؤثم بتركها. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/159) حديث (25298) من حديث عائشة، بلفظ: «إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْـخُلُقِ وَحُسْنُ الْـجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ». وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/153) وقال: «رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبدالرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة».
(2) ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3/86) حديث (2572)، والبزار في «مسنده» (5/348) حديث (1978) من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عيله وسلم دخل على بلالٍ فوجد عنده صبرًا من تمرٍ، فقال: «ما هذا يا بلال؟» فقال: تمر ادخرته لك. فقال: «ويحَك يا بلال أما تخاف أن يكون له بخارٌ في النار؟! أنفق يا بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا». وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/241) وقال: «رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن».