ما حكم التسمية بنور الدين وعماد الدين إذا كان هذا تيمنًا بهؤلاء المجاهدين؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه كما لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى، لا ينبغي التسمية باسم يقتضي التزكية للمسمى به، كشرف الدين ونور الدين ونحوه إلا ما كان من ذلك على وجه العلمية البحتة ولم يقصد به التزكية، أي ما كان عَلَما مَحْضًا لَا تُلْمَحُ فِيهِ الصِّفَةُ بِمَنْزِلَةِ الأَعْلَامِ المَنْقُولَةِ مِثْلَ أَسَدٍ وَكَلْبٍ وَثَوْرٍ ونحوه، وقد شاعت التسمية بمثل عز الدين ومحيي الدين وناصر الدين ومجد الدين وشرف الدين وشمس الدين لكثير من أئمة أهل السنة ممن يُشارُ إليهم بالبنان، وإن كان قد نقل عن بعضهم كراهة ذلك وحرجوا على من يلقبهم به! نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
شيخ الإسلام ابن تيمية :: فإنه تقي الدين، أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن علي الحرَّاني، ابن تيمية.
ابن القيم :: فإنه أبو عبد الله، شمس الدين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيِّم الجوزية من أعلام دمشق.
الإمام النووي :: فإنه أبو زكريا، محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي.
الحافظ ابن حجر :: فإنه أبو الفضل، شهاب الدين، أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الشافعي العسقلاني الأصل.
وأخيرًا.. العلامة الشيخ الألباني فإنه: محمد ناصر الدين الألباني.
فالذي يظهر أن ما كان من ذلك على سبيل العلَمية البحتة، أو تيمُّنًا بأسماء هؤلاء الأعلام ولم يقصد به التزكية فلا حرج فيه. والله تعالى أعلى وأعلم.
