شخص وصل إلى الميقات في المدينة هو ومجموعة معه وحصل له حالةٌ عصبيَّة شديدة ولا يريد أن يُحرِم ولا يريد أن يعملَ عمرة، وسقط على الأرض وهو متشنج لا يريد الإحرام، مع العلم أنه هو السَّبَب في سفر هذه المجموعة إلى العمرة، فقام أصحابه بتغسيله وإلباسه لبس الإحرام قهرًا، ولما وصلوا مكَّة كان لا يريد الطواف فقام أصحابه بإمساكه وطافوا به بالقوة، وبعد الانتهاء من العمرة كان طوال الوقت نائمًا في الفندق، ولما جاء موعد الرُّجوع لبلدنا قام وكأنه نشط من عقال، مع العلم أنه يُعالج نفسيًّا منذ زمنٍ، ويُقال إن جنيًّا كافرًا بداخله، فما حكم عمرته؟ وما تفسير ما حدث له؟ بارك اللهُ في عمرك وعلمك يا شيخنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كان هذا الرَّجُل مريضًا كما ذكرت وقد فعل ما فعل تحت وطأة ما يُكابده من اضطرابات نفسية فأرجو أن يكونَ في دائرة العفو، وقد فعلتم به ما ينبغي أن يفعله المعتمر من مناسك، فأرجو أن تكونَ قد برئت ذمَّتُه بذلك.
أمَّا تفسير حالته فيُرجع فيها أوَّلًا إلى الصَّالحين من الأطباء النَّفسيين، ثم إلى الصَّالحين من المعالجين بالقرآن.
ونسأل لله أن يمسح عليه بيمينه الشَّافية، وأن يجمع له بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
