ضابط دفن الميت في مدافن المسلمين

شيخنا الفاضل، إخوانكم في «جرينفل ساوث كارولينا» محتاجون إلى بعض التوجيه بخصوص الدفن على الطريقة الإسلامية، وإليكم الأسئلة حفظكم الله:
أولًا: ما هو الضابط لقبول الشخص ليدفن بين المسلمين؟ هل نحتاج مثلًا لشاهدين أنه مسلم أم كيف يتم ذلك؟
ثانيًا: تمر بنا بعض الحالات أن شخصًا يعيش على بعد بضعة أميال من المسجد ولا يحضر جمعة أو عيدًا ولا يصوم ولا يصلي ولا يتخالط مع المسلمين، وعندما يموت يأتي بعض أقاربه يريدونه أن يدفن إسلاميًّا ويُصلى عليه؟
ثالثًا: في مثل الحالة الثانية هل يجوز لنا استعمال أموال الصدقة لدفع تكاليف الدفن، والتي تبلغ نحو 350000؟
رابعًا: انصحونا بارك الله فيكم لأنه في بعض الأحيان يصبح الوضع محرجًا لبعض الإخوة. جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل فيمن انتسب إلى الإسلام وأظهر شعيرة من شعائره ولم يتلبس بناقض من نواقضه المجمع عليها- أنه مسلمٌ تجرى عليه أحكام الإسلام بعد موته؛ من غسل وتكفين ودفن في مقابر المسلمين، ويعرف ذلك بالشيوع والاستفاضة كما يعرف بشهادة الشهود، وينبغي أن يحمل حال الناس على ظاهر السلامة حتى يثبت لنا عكس ذلك، ولأن نخطئ فنشهد بالإسلام لغير مسلم خير لنا من أن نخطئ فنشهد بالكفر على مسلم.
وهذا الذي يعيش على بضعة أميال من المسجد ويقصر في أداء شعائر الدين من شهود الجمع والجماعات ونحوه- لا حرج في دفنه في مقابر المسلمين وتوكل سريرته إلى الله عز وجل، ما دام لا يزال ينتسب إلى الإسلام في الجملة، لاسيما مع حرص أهله على دفنه في مقابر المسلمين، وما ذكرت من تقصيره في أداء هذه الشعائر مرده إلى الله عز وجل، فقد قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا [النساء: 48].
أما مسألة التجهيز من أموال الصدقة فالأصل أن يجهز المسلم من ماله إن كان له مال، وإلا فالأمر دائر بين ورثته وذوي رحمه فهم أولى الناس به، أو جماعة المسلمين لما بينهم من الموالاة العامة. نسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   03 الجنائز

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend