هل يجوز قول: الله يرحمه. للنصراني الذي توفاه الله مثلما يقال عند تذكر مسلم توفي؟ وهل يجوز أصلًا قول هذا القول؟ وهل يجوز سبُّه ولعنه باعتبار كفره؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من مات من غير المسلمين فقد أفضى إلى ما قدَّم، فلا يجوز سبه؛ لقوله ﷺ: «لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا»(1).
ويشرع الإحسان إلى أهله، وتعزيتهم به، وإرفاقهم بما يحتاجون إليه من المال وعون عند الاقتضاء، ولكن أمر الترحم عليه والاستغفار له ونحوه لا يحل؛ لقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الجنائز» باب «ما ينهى من سب الأموات» حديث (1393) من حديث عائشة.