حول تهاون الزوج فى الصلاة

تهاون الزوج فى الصلاة

ســـــؤال:

امرأة تسأل حول تهاون الزوج فى الصلاة، وتقول زوجي مقطع تقطيعًا شديدًا في الصلاة هل طبيعي أن أبغضه في الله؟

وكيف تستقيم الحياة بهذا الشعور؟ التزم بها سنتين قبل خطبتي ثم انتكس تماماً أنصح له ولا ينتصح !

ماذا أفعل في شعور البغض؟أفيـدونى أثـابكـم الله

الجـــــواب:

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم الحمدلله، والصلاة والسلام على رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعـــد:

أمـا الحــب و البغــض يا بنيتي فإن المرء قد تجتمع فيه محاب الله ومساخطه، فيحب من وجه، وقد يبغض من وجه،

فأنت لا تزالين تحبينه حبًا شرعيًا، وتوالينه موالاة شرعية من أجل أصل إسلامه، وتبغضينه بغضًا شرعيًا من أجل عدم قيامه بحقوق إسلامه، وتقصيره في صلاته، ما دام لم يبلغ في هجره لها مبلغ الجحود، أو الترك الكلي المطلق.

ومن الناس من نحبهم من كل وجه وهم المؤمنون الطائعون، ومنهم من نبغضهم من كل وجه وهم الكفار المحاربون،

ومنهم من نحبهم من وجه ونبغضهم من وجه، وهم عصاة أهل القبلة!

ومن ناحية أخرى فهناك فرق بين الحب الطبعي والحب الشرعي،

فتحبينه طبعًا لأنه زوج، وجعل الله بين الأزواج مودة ورحمة جبلية، وتبغضينه من بعض الوجوه شرعًا لعصيانه وإباقه على ربه،

ولقد أباح الله الزواج بالكتابية ولم يتعبد زوجها ببغضها طبعًا، فكيف يتعبده بذلك وهي زوجته وأم ولده؟!

هذا وقد قال تعالى في الأزواج: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

قال الله تعالى لنبيه:(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).

فهذه محبة جبلية لعمه أبي طالب الذي أحسن إليه طيلة حياته، وهي لا تتنافي مع البغض الشرعي لإصراره على الكفر والشرك وموته عليه، حتى فرطت أنفاسه وهو يقول:

إنه على ملة الاشياخ، إنه على ملة عبد المطلب! فلم تسبق له من الله الحسنى!

وبناء على هذا فإن بغض ما عليه من التقصير في الصلاة، وبغضه شرعًا من هذا الجانب،

لا يتنافى مع حبه طبعًا باعتباره زوجًا وشريك حياة.

ونختم بما بدأنا به: استديمي نصحه ولا تستيئسي، واستديمي الدعاء له ولا تستحسري،

وإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء

وقد يكون لك قرار آخر في نهاية المطاف إن أبى إلا أن يستديم إضاعته للصلاة،

وخشيت منه على نفسك وعلى ولدك! وعمومًا لكل حادث حديث

✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الأسرة المسلمة الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي.

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

تاريخ النشر : 25 أبريل, 2021
التصنيفات الموضوعية:   15 الأسرة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend