ما معنى أن يستحلَّ الذنب؟ وهل يختلف حكم من يفعل ذلك؟ وإذا أرسل شخصٌ لكم سؤالًا ولم يُراجع ما كتبه وكان يُريد أن يقول: «مش مهم». ولكنه توقَّف في وسط كلامه فقال تقريبًا وبصوت خفيض ولم يكن معه أحدٌ: مش مه. ثم توقَّف فقط ليُرضي اللهَ مع أنه يعلم أنكم نهيتموه عن ذلك، فهل استحلَّ ذنبًا؟ وماذا لو أراد أن يقولَ: يلعن دِين أُمِّك. ولكنه فتح فمه وأخذ نَفَسًا ثم توقَّف في آخر لحظة، فهل عليه أن يتوبَ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن استحلالَ الذنب أن يعتقد حِلَّه، أو أن يرفض الحكمَ القاضي بتحريمه طعنًا في الحِكمة، أو لـمُجرَّد الإباء والتمرُّد، فالأوَّل يؤوَّل إلى كفر التكذيب، والثَّاني يؤوَّل إلى كفر الإباء والاستكبار، واستحلال الذنوب على هذا النَّحْو كفرٌ أكبر، ولم يتبيَّن لي مُرادك من الجزء الثَّاني من سؤالك.
ومن أراد أن يَسُبَّ الدِّين ثم امتنع في اللحظة الأخيرة فقد عصمه اللهُ تعالى من هذا الكفر، ونُوصيه أن يُمسك عليه لسانَه، وألا يغضب(1)، وألا يقف المواقف التي تجرُّه إلى أمثال هذه المهالك، أما التَّوْبةُ فيُوصى بتجديدها على الدوام. ونسأل اللهَ لنا وله العافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .