علاج وسوسة الشيطان بالكفر

أرجو إفادتي، أنا أشعر دائمًا بصوت يكلمني ويقول لي إنني كافرة أو غير مسلمة، وعندما أقرأ الفاتحة في الصلاة عند الآية ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفاتحة: 5] أسمع صوتًا ويُهيأ لي أنني أقولها والعياذ بالله من الشيطان.

أظل أستعيذ وأستغفر لدرجة أنني أحيانًا أتتهته عند قراءتها، وأظل أكررها حتى آتي بها جيدًا، والمصيبة أنني أُعلِّم القرآن في المسجد، وأنا أؤم إخوتي في الصلاة لأنني أعلمُهم قراءةً، وأظل أردد في نفسي دعاء الشك في الإيمان وأجاهد في الصلاة، وأحيانًا أكمل متجاهلة ذلك الصوت، مع إحساسي بأن صلاتي باطلة وأنني قد عبدت الشيطان.
فهل تُعتبر صلاتي باطلة وأنني كفرت فعلًا، أم ماذا؟ وما حكم صلاة إخوتي؟ علمًا بأن سبب ذلك والداي سامحهما الله، فقد كانا دائمًا ينادياني وأنا صغيرة يا إبليس؛ لشقاوتي، حتى اقتنعت أنني لن أرد جنة.
أغيثوني رحمكم الله في الدنيا والآخرة، ووقاكم شرور أنفسكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله يا بنيتي أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.
واعلمي أن مغالبة هذه الوساوس ومدافعتها وعدم الاستسلام لموجبها من صريح الإيمان كما جاء في الحديث، ولكن ارْبَعي على نفسك، واعلمي أن الله أرحم الراحمين، وأن العبادات لسعادة الإنسان وليست لشقاوته، وصلاتك لنفسك ولإخوتك صلاة صحيحة، ولكن إن وجدت مشقة في الإمامة فائتمي بإحداهن ممن لا تجد هذه المعاناة في صلاتها، وإن كانت أقلَّ حفظًا للقرآن، واستديمي الضراعة لله عز وجل  أن يُذهب عنك البأس، وأن يصرف عنك كيد الشيطان، وإن اقتضى الأمر عرض المسألة على طبيب نفسي متخصص ثقة من أصحاب الديانة فلا حرج، «فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود (3855).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend