حول بعض الكلمات الشركية في سيرة عبد الغفور

السؤال

فقد أخرج أخونا محمد عباس أُغنية جديدة، أسماها: «سيرة عبد الغفور»، من كلمات حسام خيري، ويقول فيها: «يوم ما انقتل أخو عبغفور.. راح يشتكيهم للحسين». وعندما انتقد بعضُ الأحبة هذه الجملةَ تحجَّجوا بأنهم ينقلون أحداث قصة.

فهل يُقبل هذا التأويل؟ وهل يصح أن يُنقل الخطأ والشرك في سياق قصة أو رواية دون ما يدلُّ على رفض له من عدمه؟ وكيف الحال إذًا مع كُتَّاب السيناريو والروايات في المسرح والسينما والتليفزيون والروايات الأدبية عندما ينقلون الشركيَّات والجرائم الأخلاقية على هذا الوجه دون معالجة تبرز خطأها وانحرافها، أو بمعالجة هزيلة لا تغني شيئًا؟

والله أسأل أن يجزل لكم المثوبة، وأن ينفع بكم، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص والقبول.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

ففرق بين أن يكون هذا العمل من إعداد أهلِ الدين وإخراجهم، أو أن يكون من إعداد غيرهم وإخراجهم.

فإن كان من إعداد غيرهم فهنا تُطبق قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد، فما غلب خيرُه على شرِّه ساغَ الترخُّص في الانتفاع به، مع التنبيه على ما شابه من قصور، كانتفاعنا بفيلم الرسالة وأمثاله من الأفلام التاريخية والوثائقية رغم ما شابها من دخَن، مع التنبيه على ذلك والاجتهاد في تقليل مفاسده ما أمكن.

أما إن كانت من إخراج شبابنا ودُعاتنا، وكانت لنا عند من قاموا على ذلك كلمة مسموعة- فلا شكَّ أن الأولى هو الاستدراكُ على هذا القصور في صُلب العمل، والتعقيب عليه في نصِّه بما يرفع الالتباس، ورُبَّ كلمةٍ واحدة تُضاف إلى هذا العمل تدفع هذا الإيهام، ورحم الله القائل:

وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئًا

  كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ([1])

ولقد رجعت إلى كلمات هذه الأغنية وأقترح تعديلها على النحو التالي (راح يشتكيهم للي ما تغفل عينيه!) بدلًا من قوله: (راح يشتكيهم للحسين). وإلى أن يرفع هذا الإيهام لا مانع من الانتفاع بهذا العمل، مع التنبيه الشفهي على ما يحتاج إلى ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

([1]) هذا البيت لأبي الطيب المتنبي، وهو من بحر الوافر.

تاريخ النشر : 31 يناير, 2021
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend