مقالة خطيرة قرأتها لأحد الكتاب أظنُّ أنها تحتاج إلى بيان فوري وقاطع، لقد كتب عفا الله عنه:
((إن أخًا لكم مات، قوموا فصلوا عليه. قالوا: يا رسول الله نصلي على رجل ليس بمسلم؟ فنزلت الآية • [آل عمران: 199].
النجاشي كان نصرانيًّا (مسيحيًّا) إلا أن الرسول وصفه أنه ملكٌ عادل، وأرسل القلَّة المسلمة تحتمي بملكه فرارًا من بطش قريش، فكانت الحماية الأولى للقلَّة المسلمة تحت لواء ملك مسيحي.
الحبشة هي منطقة أثيوبيا، قلبُ أفريقيا، حيث الامتداد الأول للإسلام قبل الفتوحات والحروب.
هناك رواية لدى البعض، مثل الحافظ ابن حجر، أن النجاشيَّ قد أسلم فيما بعد؛ لمحاولة الخروج من مأزق أنَّ الرسول صلى على رجل غير مسلم، وروايات أخرى، كتلك التي رواها السيوطي والطبري أنه لم يسلم، وهما حجَّة. فلو رجحت لدينا تلك الرواية، فالنتائج مبهرة.
النصراني أخ لنا، عبد صالح، يجوز الترحُّم والصلاة عليه.
درجة متقدمة جدًّا من الوفاء والتواصل والاعتراف بفضائل الناس حتى لو لم يكونوا على ديننا، بل ورثائهم ورجاء الرحمة لهم)).
هذه مقالة من مقالات (محمد الدويك) أرجو من سيادتكم تصفُّح صفحة هذا الرجل، هل هذا الكلام صحيح؟ هل مقالاته فيها شبهة؟ لو سمحت أفِدْنا لأن مقالاته غريبة، السم في العسل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلنرجع أولا إلى شيخ المفسرين ابن جرير الطبري، وما ذكره في تفسيرها، ثم نعقِّب على كلامه بعد ذلك:
فقد بدأ : بتضعيفِ نزولها في النجاشيِّ من حيث السند، واختار نزولها في عموم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ممن آمنوا بما أنزل إليهم، وما أنزل على النبي ﷺ، فتشمل النجاشيَّ وكلَّ من كان على صفته من أهل الكتاب، ممن آمنَ بما أنزل إلى المؤمنين من الإيمان بالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا ورسولًا، وآمنوا بما أنزل إليهم من قبل، وهو الإيمان بأصل الإنجيل المنزَّل على عيسى، ولم يشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا، فلم يحرِّفوا كلام الله، ولم يكتموا نعت محمد الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، فأولئك يُؤتون أجرهم مرتين بما صبروا(1)، وهذا طرفٌ مما قاله : في هذه الآية.
«قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قاله مجاهد. وذلك أنَّ الله جل ثناؤه عَمَّ بقوله:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} أهلَ الكتاب جميعًا، فلم يخصِّص منهم النصارى دون اليهود، ولا اليهود دون النصارى، وإنما أخبر أن من أهل الكتاب من يؤمن بالله، وكلا الفريقين- أعني اليهود والنصارى- من أهل الكتاب…».
إلى أن قال بعد أن ضعَّف نزولها في النجاشي، ثم افترض صحَّة هذا الخبر فقال:
«فالآية وإن كانت نـزلت في النجاشيِّ، فإن الله تبارك وتعالى قد جعل الحكمَ الذي حكم به للنجاشيِّ حكمًا لجميع عباده الذين هم بصفة النجاشيِّ في اتِّباعهم رسولَ الله ﷺ، والتصديق بما جاءهم به من عند الله، بعد الذي كانوا عليه قبل ذلك من اتِّباع أمر الله فيما أمر به عباده في الكتابين، التوراة والإنجيل. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الآية:{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} التوراة والإنجيل {لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} فيقرُّ بوحدانيته {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}أيها المؤمنون. يقول: وما أُنـزل إليكم من كتابه ووحيه على لسان رسوله محم]، يعني: وما أنـزل على أهل الكتاب من الكُتُب، وذلك التوراة والإنجيل والزبور [آل عمران: 199]، يعني:{خَاشِعِينَ لِلَّهِ } [آل عمران: 199] خاضعين لله بالطاعة، مستكينين له بها متذلِّلين… {لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } [آل عمران: 199]، يقول: لا يحرِّفون ما أُنـزل إليهم في كتبه من نعت محمد ﷺ فيبدِّلونه، ولا غير ذلك من أحكامه وحُجَجِه فيه، لعَرَضٍ من الدنيا خسيس يُعطَوْنه على ذلك التبديل، وابتغاء الرياسة على الجهال، ولكن ينقادون للحقِّ، فيعملون بما أمرَهُم الله به فيما أنـزَل إليهم من كتبه، وينتهون عما نهاهم عنه فيها، ويؤثرون أمرَ الله تعالى على هَوَى أنفسهم»(2).
فالآية إذن فيمن آمن من أهل الكتاب، لا فيمن بقِيَ على ضلالِه في المسيح، وقوله فيه بهتانًا عظيمًا، ولها نظائر في كتاب الله ؛ ومنها:
• قوله تعالى: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [القصص: 52 – 54].
• وقوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28].
• وقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 82، 83].{وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [المائدة: 84 – 86]
قال قتادة: «قوله:{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ} [المائدة: 82]، أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعةٍ من الحقِّ مما جاء به عيسى، يُؤمنون به وينتهون إليه، فلما بعث الله نبيَّه محمدًا ﷺ صدَّقوا به وآمنوا به، وعرفوا الذي جاء به أنه الحق، فأثنى عليهم ما تسمعون»(3).
• وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه ﷺ: «ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا ثُمَّ يُعْتِقُهَا فَيَتَزَوَّجُهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ مُؤْمِنًا ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ ﷺ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ الله وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ»(4).
فلم تتنزل هذه الآيات وأمثالها فيمن قال على المسيح وأمه بهتانًا عظيمًا، وقد قال تعالى: {نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [النساء: 155 – 158].
ولم تتنزل فيمن غلا في المسيح فقال: إن الله هو المسيح ابن مريم، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17].
أو قال المسيح ابن الله، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73].
وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: 88 – 90].
أو كفر بما أنزل على محمد ﷺ ولم يشهد له بالرسالة، وقد قال تعالى:{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17].
أما التسامح والتعايش فتِلك قضيةٌ أخرى، وهي أمر لا ينبغي أن يُختلف فيه، ولا أن يُختلف عليه، ولا علاقة لها بهذا الخلط الفاحش، ولا يجوز أن يكون طريقًا إليها.
فلا يلزم اليهودي لكي ينال برَّ المسلمين وقسطَهم أن يعتقد نجاتهم في الآخرة، ولا أن يشهد بصحة ديانتهم، ولا بصدق نبيهم.
ولا يلزم النصرانيَّ لكي ينال برَّ المسلمين وقسطَهم في التعامل معه أن يصلِّيَ صلاتهم، أو أن يستقبل قبلتَهم، أو أن يأكل ذبيحتهم، بل له البرُّ والقسط ما دام من المسالمين، ولا يلزمه لكي ينال ذلك شيءٌ مما ذكر.
ولا يلزم- وبنفس المنطق لكي يقال: إننا متسامحون- أن نشهد لمن شهد اللهُ بكُفرِه بأنه من الناجين في الآخرة، وأنه يدخل الجنةَ مع المؤمنين، كأننا نحن الذين نملك مفاتيح الجنة، ومفاتيح النار، نُدخل في هذه من نشاء، ونخرج من هذه من نشاء.
أما الاعتراف بفضائل الناس حتى لو لم يكونوا على ديننا فهو حاصل في الشريعة، ولا يحتاج إلى هذا الخلط:
• فقد أعلن النبيُّ ﷺ في بداية غزوة بدر حمايتَه لأحد المشركين، فقال لأصحابه: «من لقي أبا البُختري بن هشام فلا يقتله». وذلك تقديرًا لدَوْره في كفِّ قومه عن إيذاء المستضعفين من المسلمين في مكَّة، ولسعيه مع فريقٍ من نظرائه في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة التي تواثق عليها المشركون في مكَّة لمقاطعة بني هاشم، فأعلن حمايتَه له رغم أنه جاء محاربًا مع المحاربين، وشاهرًا سيفه على جماعة المسلمين.
• كما أعلن في نهاية هذه المعركة عن تقديرِه لدور المطعم بن عدي الذي أدخله في جواره يوم الطائف، فقال ﷺ: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ»(5). رغم أنه كان قد مات على الكفر.
كما رثا حسان بن ثابت المطعم بن عدي لمَّا مات بقصيدة يذكر فيها مآثرَه ويُثني فيها على أخلاقه؛ جاء فيها:
ولو أن مجدًا أخلد الدهر واحدًا
من الناس أبقى مجده الدهر مطعم
• وهذا عمرو بن العاص يذكر الرُّوم بخمس خصال هي مقومات المجدِ والسيادة، وذلك عندما قال المستورد القرشي عنده: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ». فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله ﷺ. قال: لئن قلت ذلك؛ إن فيهم لخصالًا أربعًا: إنهم لأحلمُ الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقةً بعد مُصيبةٍ، وأوشكهم كرَّةً بعد فرَّة، وخيرهم لمسكين ويتيمٍ وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعُهم من ظلم الملوك(6).
فهذه منقبة في ديننا والحمد لله، ولكنها لا تقتَضِي هذا الخلطَ، ولا يقبل أن يكون طريقًا إليها.
أما الكاتب فلعلَّه لم ينتبه إلى هذه النصوص- غفر الله له- فنُحسن الظن به، ونكل سريرته إلى الله . والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) قال تعالى: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} [القصص: 52، 53].
(2) «تفسير الطبري» (4/220).
(3) أخرجه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (7/3).
(4) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «فضل من أسلم من أهل الكتابين» حديث (3011)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ» حديث (154)، من حديث أبي موسى الأشعري .
(5) أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «شهود الملائكة بدرًا» حديث (4024) من حديث جبير بن مطعم .
(6) أخرجه مسلم في كتاب «الفتن وأشراط الساعة» باب «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» حديث (2898) من حديث المستورد القرشي .