السؤال
يا شيخ ماذا تقول في شاب عاقدٍ، وأثناء فترة العقد كان والعياذ بالله قد سَبَّ الدين، وفي موقف آخر استهزَأ بالله تعالى, والآن تمَّ الزفافُ والعرسُ وتزوَّج دون أن يُجدِّد العقدَ، ولكنه قال الشهادتين فقط. هل يعتبر هذا زواجًا باطلًا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا شك أن سبَّ الدين والاستهزاءَ بالرب جل وعلا أقبحُ القبائح وأشنع الكبائر، فهو ينقض الإيمان وينقض الأمان، ويفسد على العبد دينه ودنياه؛ فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} [الأحزاب: 57].
وقال ابن راهويه: «قد أجمع المسلمون أن من سبَّ الله أو سب رسول الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرًّا بما أنزل الله»([1]).
ومع هذا فلا يعظُم ذنب على التوبة، فقد قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]. وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)} [طه: 82].
والمرتد إذا راجع الإسلام لا يُطالب بتجديد العقد على زوجته على الصحيح؛ لأن الصحابة لم يطالِبُوا من رجع إلى الإسلام من المرتدين بتجديدِ عقود أنكحتهم.
فأصلح ما فسد من علاقتك بربك، وأكثر من فعل الخير، فإن الحسنات يذهبن السيئات([2])، وربك واسع المغفرة، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات([3]). والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________________
([1]) ذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (3/ 955).
([2]) قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114].
([3]) قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)} [الشورى: 25].