أستحلفكم بالله تعالى لتجيبن عن سؤالي، ما حكم من كان في بلاد الغرب وصادف شخصًا قد أوجس في نفسه شرًّا يأتي منه، وقد سأله هذا الشَّخص إذا كان يكره الكنائس، فأجاب اتقاء لشره وقلبه مطمئن بالإيمان: إنها لا بأس بها، وأنه زار إحداها وكانت تجربة جيدة جدًّا. أفيدوني أفادكم الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كان لتخوفه وجه، واتقى شره بهذه الكلمة وقلبه مطمئن بالإيمان(1) فأرجو أن يسعه عفو الله عز وجل ، ولكن ننصحه بعدم العودة إلى شيء من ذلك، فإن حرية المعتقد مكفولة في هذه المجتمعات، ويستطيع المسلم أن يجيب إجابة صادقة لا توقعه في محذور شرعي، كأن يقولَ له: لقد أمرنا في ديننا ألا نتعرض لهذه الكنائس بسوء؛ لأن أصحابها قد أقروا وما يدينون، وقد أعطيت لهم على ذلك ذمة الله ورسوله، أو نحو ذلك مما هو حق في ذاته ولا يوقعه في هذا المحذور. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل: 106].