نحن عائلة قدمنا من إحدى الدول العربية للدراسة في أمريكا، ونحن نملك بعثة دراسية من جامعتنا العربية، وتغطي هذه البعثة رسوم الدراسة بالإضافة إلى راتب شهري قدره ألف وثلاثمائة دولار، وأنت تعرف أن هذا المبلغ لا يكفينا أنا وزوجتي وأولادنا الاثنين من أجرة شقةٍ وفاتورة الكهرباء والهاتف والتي تبلغ حوالي ألف ومائة دولار، فلم يتبقَّ إلا مائتا دولار وهذا المبلغ لا يكفينا باقي المصروف من مأكلٍ ومشرب وغيرها من مستلزمات الحياة الضروريَّة.
فقمت بتقديم طلبِ عملٍ في الجامعة الأمريكية التي أدرس بها، وفعلًا والحمد لله عملت فيها براتب شهري ألف دولار، وعندما ذهبت لاستلام الراتب الشهري تفاجأت بتقديمهم لي شيك وقدره تسعة آلاف دولار بالإضافة إلى شيك الراتب، وعندما سألتهم عن هذا المبلغ أخبروني أن من سياسة الجامعة هنا أنهم يُرجعون تكاليف الرسوم الدراسية إلى الطالب في حال قامت جهة أخرى بدفعها، فأخبرتهم أنني مبعوث من الجامعة العربية التي في بلدي، وهي تقوم بدفع تكاليف الرسوم، مع العلم أنني قمت بتقديم أوراق لهم تُثبت أنني مبعوث منذ بداية التحاقي بالدراسة، فقالوا لي: نحن نعرف ذلك، ومع ذلك من سياسة الجامعة هنا أنهم يقومون بإرجاع هذه الرسوم إلى الطالب.
والسُّؤال هنا: هل هذا المال من حقِّي أم من حق الجامعة العربية التي قامت ببعثتي، مع العلم أن هذا الإرجاع للمال لم يكن ليحصل إلا بعد عملي في الجامعة، وهذه سياسة الجامعة أن تقوم بإرجاع تكاليف الدراسة للذي يحصل على هذا العمل، سواء كان مبعوثًا أم لا؟ سامحونا على الإطالة، ولكن أحببت أن أوضح المسألة بالتَّفصيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كانت سياسة الجامعة كما ذكرت أنها تُعيد الرسوم إلى الطالب في مثل هذه الحالة فيُعتبر هذا منحةً منها إلى هذا الطالب، وقد كان بمقدورها أن تردَّها إلى الجامعة التي دفعتها لها لو أرادت، فالذي يظهر لي أن هذا المال حقٌّ لك، ولا حرج عليك في تموُّله. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
