تزوج المسلمة بمن نطق بالشهادتين عند العقد ولمَّا يمارس عبادة قط

بنتي تزوجت من شخص غير مسلم؛ بسبب معيشته مع جدته غير المسلمة وأبوه مسلم غير ملتزم، وابنه أخلاقه إسلامية ونطق الشهادة ليُتم الزواج، ولكن بعد الزواج لم يُمارس أية عبادة، ولا يقول إنه مسلم، وابنتي عندها طفل الآن، وحتى الآن لم نوافق على الزواج وتريد زيارتنا في العيد مع أنها تتصل، ووالدها يرفض أية صلة معها. الرجاء أفيدونا؟ وهل أخطأت بزيارتها عند الولادة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد جرى ما كان، ووقع هذا القدر المر، وبقي أن نجتهد في محاصرة مفاسده وترميم آثاره، إن الطريق لتدارك آثار هذه الكارثة أن تجتهدوا في استصلاح أحوال هذا الرجل، وأن تتألفوا قلبه على الإسلام، لاسيما وقد أقر به وأعلن انتسابه إليه، فإذا حوَّلتم هذا الإقرار إلى حقيقة واقعة، وطالبتموه بآثاره ومقتضياته، وتألفتم قلبه على ذلك، فقد استنقذتم فلذة كبدكم من النار، وينبغي أن تكون صلتكم بها في هذا الإطار وعلى هذا الأساس؛ لأنها وقد اختارت هذا الطريق الوعر النكد فقد قطعت رحمها، وخاصمت دينها، وفارقت أمتها، وأسقطت حقوقها باعتبارها عضوًا في جماعة المسلمين.
لكن بقي حق الدعوة العام، وهو مبذول لأهل الأرض قاطبة: برهم وفاجرهم، عاصيهم وطائعهم، مسلمهم وكافرهم، هذا مع الاجتهاد في الدعاء في الأسحار وفي أدبار الصلوات، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة أن يكشف الله هذا البلاء، وأن يرفع عنكم هذه المحنة، والله جل وعلا أرحم الراحمين، وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend