أنا من اليمن، عندما كنت في اليمن عام 2002م تعرَّفتُ على أخت كانت على وشك السَّفَر إلى بريطانيا، وشجَّعتني على الحصول على فيزا سفر إلى بريطانيا.
تفاهمتُ معها، وتمَّ زواجنا في اليمن، وبعد شهرين من الزَّواج سافرنا إلى بريطانيا، ومنذ وصولنا قدَّمنا على لجوءٍ على أساس أننا صديقان ولسنا زوجين، وتمَّ قبولنا بعد سنتين، وحصلنا على إقامة مؤقتة لمدة خمس سنوات، وسافرنا إلى اليمن مرتين.
في الحقيقة أنا مُتزوِّج من زوجة سابقة، ولديَّ طفلان، وهي تعرف ذلك، ولكن خلال تلك الفترة بدأت أُفكِّر في إحضار زوجتي وأبنائي إلى بريطانيا، وبذلتُ كلَّ ما في وسعي، ورفعت قضيَّة ومحامٍ ومحكمة وأثبت لهم أنني لست مُتزوِّجًا من صديقتي (زوجتي الثَّانية)، وأحضرت شهود زور للمحكمة، وتمَّ الرفض من السفارة في اليمن.
وحاولت مرة أخرى عن طريق المحكمة، وحصلت على حكم بإحضار زوجتي وأبنائي، وزوجتي الثَّانية تعرف وتتألم، وتعمل لي مشاكل وتعيشني في عذاب ونكد ومشاكل.
الآن وصلت زوجتي الأولى مع أبنائي، وقد جهزت لها سكنًا مستقلًّا وتركت زوجتي الثَّانية في السكن الأوَّل، علمًا بأن لديَّ منها ولدًا عمره خمس سنوات وبنتًا عمرها ثمانية أشهر.
احترت في كيفيَّة التَّوفيق في إقامة العدل في معاملتهما، فعملت بفتوى لنفسي واجتهدت في ذلك، أبقى مع زوجتي الأولى شهرًا وبعد ذلك أسبوع مع الثَّانية، وبعد ذلك أسبوعًا مع الأولى وثلاثة أيَّام مع الثَّانية، وهكذا تدريجيًّا؛ لأن الأولى ما زالت لا تعرف، وأيضًا لا تستطيع أن تُدير شئون حياتها بنفسها، لكونها غريبةً.
أرجوكم أن تفتوني فيما هو الصحيح وكيف أعمل؟ منتظرٌ رَدَّكم، جزاكم اللهُ ألفَ خيرٍ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد أسأتَ عندما سِرْتَ في طريق الكذب والتَّزْوير من البداية، فتُبْ إلى الله من ذلك وسَلْه معافاته.
والأصل في العدل بين الزَّوجات أن يكون في القَسْم في المبيت والنَّفَقة، وإن اصطلحت معهما على خلاف ذلك وقَبِلَا عن طِيب نفسٍ فلا حرج؛ لأن لصاحب الحقِّ أن يتنازل عن بعض حقِّه.
فاجتهد في تطييب خاطر زوجتك الثَّانية، وأسرع في توفيق الأوضاع حتى تصل إلى العدل المشروع الذي يرضاه الله ورسوله.
ونسأل الله لك العون والتَّوفيق والتَّوبة والمغفرة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.